٢

 إذا كان ما يعصم من الجنون هو صناعة الأشعار، فإن صياغة الأفكار هي ما يُجير من الإنتحار! 

٣

في الرواية، كما في الحياة، الواقع المكاني مستودع خواء، يتطلّع إلى الإمتلاء، وأجنّة الروح التي نحملها إليه هي ذلك الإمتلاء.

٤ 

الوطن والزمن هما العدوّان اللّدُودان لكل ذي شأنٍ. لهذا السبب يتبنّانا الأغراب، لتصير لنا المنافي وطناً، وينصفنا المستقبل، ليكون لنا، في الزمن، حُجّةً.  

٥ 

بنزيف الروح يُسكن المبدع وطنه رحاب الخلود، ويبخل عليه الوطن بالمقام في واقع الباطل. 

٦

السعادة في متناولنا، ما لم نحاول أن نفلسفها لأنفسنا. 

٧

السعادة في غياب الإحساس بوجود الحاجة، لوجود سعادة. 

٨ 

السعادة في الزهد بعمل ما من شأنه أن يحقق السعادة. 

٩

سعادتنا رهينة مدى استعدادنا لقمع أنانيّتنا، بدليل أننا لا نسعد بما نحققه لأنفسنا، ولكن بما نحققه لإسعاد الأغيار.

١٠

أقسى اغتراب في هذا الوجود هو أن تكون في دنياك سعيداً، ولكنّك لا تعي بأنّك سعيد. 

١١

يجب أن نحترس في ترويض الأفكار، لأن الأفكار لها القدرة على أن تتقمّص أجراماً لتدبّ بين الناس على قدمين.  

١٢

الإستقرار مرض، والسفر له ترياقٌ وحيد. 

١٣

حجر الحكمة الذي يصقل الروح، حتّى تنقلب شعاعاً، هو إدمان الأسفار. 

١٤ 

لا يكون الإنسان المؤدلج وفيّاً في علاقة حبٍّ، أو صادقاً في صداقة مع صديق، أو نزيهاً في أيّة معاملة دنيويّة، ما لم تكن معبودته الأيديولوجيا، في الصفقة، رأسمال!

 والسبب: الإحتكار المسبق للحقيقة! 

١٥ 

بأيّ حقّ نعترف لإمبراطوريّة بحق الهيمنة، إذا أعجزها أن تنجب حكيماً واحداً طوال تاريخها، كما الحال مع الامبراطورية العثمانية؟ 

١٦

ما لا نستطيع أن نعبّره، لا نملك إلّا أن ننكره.

١٧

الأمان، في الإيمان، أيها الإنسان! 

١٨

الأصدقاء قد يتحوّلوا أعداءً، ولكن ما قد يشفع لهم هذه الخطيئة هو حقيقتهم كترياق لورمٍ إسمه الماليخوليا، أو دواءً للعزلة عندما تتحوّل داءً. 

١٩

السكون في الكون بطبيعته مسكونٌ، وهو في الصحراء أعظم من أن يكون مجرّد سكون، لأنه في الواقع، كما في منطق اللغة، ترجمة لوجود مَسٍّ في الكون! 

٢٠ 

المسّ الساري في سكون الكون هو النداء الذي نسمعه بالحدَس، لا بالحسّ. 

٢١

لا ندرك  كم جواز المرور لدخول فردوس السعادة رهين دفع فاتورة أداء الواجب، إلّا عندما نضحّي بالسعادة في سبيل أداء هذا الواجب. 

٢٢

الماء عدوّ الحرية ومعبود الدولة: بوجوده تهيمن الدول، وبوجود الدول، تغترب الحرية.

٢٣

في سيماء أولئك الذين حدّقوا في الأبديّة طويلاً، فتنةٌ ليست من هذا العالم.

٢٤

الكلّ يهفو لالتقام الحكمة، ولكن الكل يستهين بالقداسة، جهلاً منهم بحقيقة القداسة، التي لم تكن يوماً سوى كلمة سرّ في معجم الحكمة.

٢٥

الخجل ـ إيماء التبكيت في مرآة الضمير.