مايكروسوفت (في استثمار متعدد يشمل إيلون ماسك) تدرس جديا دمج دعمها الاستثماري والتقني لبرنامجي ChatGPT و VALL-E، وهما نمطين معقدين متقدمين لتعلم الحواسيب بصورة تفاعلية قادرة في البرنامج الأول على التفاعل والمحاكاة العلمية والأدبية وكتابة رموز أوامر البرمجيات، وقادرة في البرنامج الثاني مبدئيا على سماع ثلاث ثوانٍ من صوت الشخص والتحدث بنبرته المطابقة مع نقص التموجات العاطفية حاليا.

تقول الآراء المتخصصة أن هذا الاستثمار الكبير تنافسه مجموعة ألفابت مالكة غوغل، قبل أن يبطل بنجاحه محرك بحثها العتيد، ذلك لأن برمجة الأوامر وكتابة رموزها وشفراتها قد تصبح من إنتاج برامج شبيهة تستغني عن عمل البشر.

الاستنفار المشترك في مقار وفروع شركات التقنية الكبرى استوجب الاستغناء عن أعداد الفنيين الكبيرة، للتركيز على إرضاء الكفاءات العالية، في الاستقطاب والإبقاء وتمويل التجارب والإعاشة، لأن النتائج ستحدد صاحب الريادة القادمة.

بالمثل، لدينا في عدة دول عربية فنيون مهرة في التقنية، يجدر جمعهم بأمثالهم الذين لفظتهم شركاتهم من أجل تنشيط البحث والتطوير في قطاع التقنية الإقليمي الناشئ.

من شأن ذلك فتح الأسواق الجديدة لدينا، وتوطين التقنيات المبدئية والمتوسطة، وإنشاء وظائف عامة ونوعية ومساندة.

بنفس القدر عندئذ، ستكون أهمية تجسير الفجوة التقنية بتحقيق الاكتفاء التقني في عموم المجالات، لنبقى مفتقرين مؤقتا للتقنية الأكثر تقدما.

أيضا بذات الأهمية، تتعامل الدول والأطراف الرئيسية الفاعلة في مجالات تجارية ودفاعية وسياسية باعتبارات أكبر مع أصحاب المستويات المتقدمة والمقاربة لها، وهذا الرأب في الصدع التقني بين بعض دول المنطقة وبينهم سيحدد المستوى الأعلى القادم المنشود للمفاوضات ذات المقاربة الندية، وبالتالي تحقيق المكاسب من زوايا أكثر وأشد أهمية.

الجانب المميز في الظروف الحالية والمفيد لصالح دول الشرق الأوسط المحرزة للتقدم التنموي وأيضا المتعافية من ظروف السنوات الماضية هو أن كفاءات الغرب يضعف أو ينعدم احتمال انتقالها للصين كسابق العهد، أو لروسيا بتاتا.

لذا يستحسن البدء في البحث عن هؤلاء وإغرائهم بالانضمام إلى ثورة تقنية وتنموية لها مكاسب متبادلة أكثر من أي وقت مضى.