ويأمل حلفاء الرئيس جو بايدن في الكونغرس أن يعزز مشروع القانون، الذي دفعوه في مجلس الشيوخ على حساب المعارضة الجمهورية الموحدة، فرصهم في انتخابات التجديد النصفي في 8 نوفمبر القادم، في وقت يسعى الجمهوريون إلى استعادة الأغلبية في مجلس واحد على الأقل من الكونغرس، وهنا يبرز سؤال حول آثار وتداعيات القانون لجهة تحقيق أهداف الديمقراطيين وكسب أصوات الناخبين خلال الانتخابات النصفية.

ستحاول إدارة بايدن الترويج لخطته التي أقرها مجلس الشيوخ مؤخرا، والتي تحتوي رسائل مباشرة للداخل الأميركي، ومعطيات الخطة وبنودها المختلفة واستثمارها في الانتخابات النصفية لتعزيز مواقع الديمقراطيين داخل المؤسسة التشريعية.

وفي هذا السياق تعتبر عملية التصويت في الانتخابات النصفية الأميركية القادمة هامة جدا نظرا لكونها اختبارا للرئيس بايدن خلال منتصف ولايته الرئاسية، حيث سيحاول الديمقراطيون القول بإن الانتخابات النصفية هي بمثابة استفتاء على سياسة الرئيس وأدائه في البيت الأبيض ونشاط إدارته بشكل عام، كما تعتبر الانتخابات النصفية اختبارا على الصعيد المحلي، لأن الناخبين يختارون خلالها كذلك أعضاء المجالس البلدية، القضاة وقادة الشرطة.

وفضلا عن ذلك يمكن للانتخابات النصفية أن تكشف الجو السائد داخل المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، فالديمقراطيون ينتظرون من الناخبين المشاركة في الانتخابات النصفية في الثامن نوفمبر القادم، للمقارنة بين إصلاحاتهم وسياسة الرئيس السابق دونالد ترامب التي حلت الكثير من المشاكل التي يتخبط فيها الأميركيون حاليا.

اللافت أن خطة بايدن التي تمّ إقرارها من قبل مجلس الشيوخ الأميركي، تضمنت استثمارات بقيمة 64 مليار دولار في مجال الصحة وتخفيض أسعار بعض الأدوية تدريجيا، والتي يمكن أن تصل إلى عشرة أضعاف التكلفة في بلدان غنية أخرى، كما تتضمن الخطة على حصول المواطن الأمريكي على نحو 75000 دولار من الإعفاءات الضريبية لدى شرائه سيارة كهربائية، كما يحصل على تغطية نسبتها 30 بالمئة لدى تركيب ألواح شمسية على سطح منزله.

كما تهدف خطة بايدن التي أقرها مجلس الشيوخ إلى تعزيز حماية الغابات في مواجهة الحرائق الشديدة التي تعصف بالغرب الأميركي، والتي يعزى تزايدها إلى الاحتباس الحراري، كما ستمنح إعفاءات ضريبية بعدة مليارات من الدولارات للصناعات الأكثر تلويثا من أجل مساعدتها على التحول في مجال الطاقة، وهو إجراء انتقده بشدة الجناح اليساري للحزب، والذي رضخ مؤيدا للنص لعدم التمكن من التوصل إلى اتفاق أفضل بعد شهور طويلة من المفاوضات.

إلا ان للناخب الأميركي متطلبات أخرى على المستوى الاقتصادي الداخلي وكذلك على المستوى الطبي أيضا، ناهيك عن ملفات خارجية يرى من خلالها الناخب أن إدارة بايدن لم تنجح بإدارتها، ودليل ذلك الانسحاب الأميركي من أفغانستان قبل عام مضى، ناهيك عن التناقضات بين أجنحة الحزب الديمقراطي حول خطة بايدن، حيث شدد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر قبيل التصويت على خطة بايدن "على أن الطريق كانت طويلة وصعبة ومتعرّجة"، في إشارة إلى أن ذلك تم بعد خلافات وتباينات شديدة ليس فقط بين الديمقراطيين والجمهوريين، بل كذلك بين الديمقراطيين أنفسهم، حيث حاول جناحهم اليميني عرقلتها وتقليص أهدافها.

في مقابل ذلك قال بيرني ساندرز المرشح الرئاسي الأميركي السابق "ملايين المتقاعدين سيستمرون بالمعاناة من أسنانهم ولن يتلقوا أطقم الأسنان أو المعينات السمعية أو النظارات التي يستحقونها"، لكن المعسكر الديمقراطي، الحريص على تنفيذ الخطة قبل الانتخابات التشريعية الحاسمة في نوفمبر، وقف صفا واحدا ورفض إدخال أي تعديل على النص.

وبشكل عام قد تلقى خطة بايدن التي تمّ إقرارها في مجلس الشيوخ مؤخرا آذانا صاغية بين الناخبين الأميركيين، لكن لابد من القول بأن شعبية الرئيس بايدن بناء على نشاطه وإدارته وكذلك صورة الوضع الاقتصادي في أميركا يؤثران بشكل مباشر على الانتخابات النصفية الأميركية المزمع إجراؤها في 8 نوفمبر المقبل، وبما أن هذين العاملين في تغير مستمر فإنه لا يمكننا الجزم بأن نتائج الانتخابات النصفية ستكون مماثلة لنتائج الانتخابات الرئاسية التي أوصلت جو بايدن إلى البيت الأبيض، أم أن حظوظ الجمهوريين باتت أوفر بكثير.