وإما أن يواصلوا الحجر عليه، والتحكم بتصرفاته، ومن المسلم به أن المرشح الرئاسي يخضع لفحص دقيق للغاية من قبل الإعلام الشرس، وهذا قطعا سيحرجهم، لأن بايدن يعاني من خلل ما في وظائف الإدراك، تجعله يبدو مشتّتا وغير قادر على التركيز، وهم حتى اللحظة ، يسيرون على هدي الخيار الثاني.

فبايدن حتى الآن يخرج لماما في وسائل إعلام محدّدة،  تتستّر على حالته الراهنة، ويصرح بجمل محدودة ومُعدّة سلفا.

ومع كل ذلك لا يكاد يمر شئ منها دون ارتكاب هفوات يلتقطها الخصوم، ولا شك أن الحزب دعم وصول بايدن، وساهم في إبعاد منافسيه في الإنتخابات التمهيدية للحزب، وأهمهم بيرني ساندرز، اليساري الاشتراكي، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، لأن الحزب يعلم أن ساندرز سياسي غير تقليدي، مثل الرئيس ترمب، وبالتالي فترشيحه قد يضر حظوظ الحزب.

تاريخيا ، الشعب الأميركي لا يصوت لمن يمثل أقصى اليمين أو أقصى اليسار، بل لمن يمثل الوسط.

وبايدن هو المرشح المثالي، فهو سياسي عريق ومن أبناء المؤسسة الرسمية، واشتهر بأنه وسطيا معتدلا، وبما أن قادة الحزب يعلمون أنه ليس في حالة تؤهله لتقمص دور الزعيم لأقوى قوى الأرض، فهم حذرون للغاية في إعلان هوية نائب الرئيس، الذي سيصبح الرئيس الفعلي في حال فاز بايدن بالرئاسة، أي أن الحزب سيحكم بدلا من الرئيس.

وبما أن بايدن وعد بأنه سيختار سيدة، فإن التكهنات كثيرة حول هوية نائبة الرئيس، فهناك سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي في عهد اوباما، وهي ضمن الفريق الأوبامي، الذي تقارب مع ايران، وتحالف مع التنظيم الدولي للإخوان، وهو الفريق الذي يضم هيلاري كلينتون وجون كيري.

وهناك حديث عن عضوة مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفونيا، كاميلا هاريس، وهي سمراء يسارية من أشرس خصوم ترمب.

ولا تملك هاريس خبرة سياسية كاملة، ولكنها إيدولوجيتها اليسارية تناسب الخط الديمقراطي الحالي، الذي سحبه أوباما من الوسط لليسار منذ سنوات.

وكثر الحديث مؤخرا عن عضوة مجلس النواب السمراء عن ولاية كاليفورنيا، كارلا باس، ولكن الفحص الدقيق أوضح أنها سبق أن سافرت لكوبا وقابلت فيدال كاسترو، وهذا سيعطي الجمهوريين فرصة ذهبية لتثبيت تهمة الاشتراكية على الديمقراطيين.

وهناك أيضا حديث عن عضوة مجلس الشيوخ والمرشحة الرئاسية السابقة، إليزابيث وارين، وهي بيضاء يسارية، كان الحزب يرى فيها خليفة لهيلاري كلينتون، ولكنها خذلت الجميع في انتخابات الحزب التمهيدية.

وفي قائمة الديمقراطيين لمنصب نائب الرئيس عضوة مجلس النواب عن ولاية إلينوي، تامي دكوورث، وهي محاربة سابقة لم تكن معروفة، قبل أن يتهجم عليها مذيع قناة فوكس نيوز الشهير، تكر كارلسون.

كما برز مؤخرا اسم عمدة مدينة أتلانتا، السمراء كيشا بوتومز، التي أصبحت ضيفة دائمة على منصات الإعلام المنحازة ضد ترمب، للحديث عن جائحة كورونا ونقد ترمب بشكل قاسي.

وهناك حاكمة ولاية ميتشغن، قريتن ويشمن، وهي بيضاء ومعتدلة، ولكنها برزت أيضا كخصم لترمب، خصوصا وأن ولاية ميتشغن تعتبر من أهم الولايات المتأرجحة.

والخلاصة هي أن منصب نائب الرئيس يعتبر منصبا فخريا، عدا في مرات معدودة، أصبح لنائب الرئيس دور محوري، مثل جورج بوش الأب، عندما كان نائبا للرئيس رونالد ريجان، وديك تشيني، عندما كان نائبا للرئيس جورج بوش الإبن، وهذه المرة، سيصبح لنائب الرئيس دور محوري، ولذا فهويته تهم الأمريكيين في الداخل وخصومهم وحلفائهم في الخارج، فلننتظر ونرى من يختار بايدن ( من يختار الديمقراطيون كنائب لبايدن )!.