ومهما يكن من أمرٍ فإن أغلب العرب لا يصدقون أبداً تلك الروايات المقرفة حول السعودية والإمارات لأسباب كثيرة ، في مقدمتها استعراض جرائم نظام إيران وأذنابه في دولٍ عربيةٍ عديدة مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن، ومحاولة ملالي طهران التوسع وكسب النفوذ على حساب دماء العرب والمسلمين في بلدان أخرى، ناهيكم عن عدم تقبل الإنسان العربي للغة الشتيمة والافتراء التي دأبت عليها وسائل الإعلام الممولة قطرياً منذ ارتمى ذلك النظام في حضن خامنئي، كما أن العرب لا يثقون بأي منتجٍ إعلاميٍ يُغدق المديح ويتقن "تمسيح أجواخ" القتلة والإرهابيين

 وتخسر قطر مجدداً معارك اصطنعتها وتحرص على خوضها حين تسلط الضوء دوماً على سياسة " شيطنة " كل مشروعٍ يعادي نظام إيران ، بل باتت تلك المعارك الإعلامية القطرية الهزلية محط تندرٍ وفكاهةٍ عند أغلب المثقفين العرب حين كتب أحدهم: "قريباً هناك مراسلٌ لقناة الجزيرة في كوكب " زحل " يرصد انتهاك السعودية و الإمارات لذلك الكوكب" ، ووصف آخرٌ انزلاق تلك القنوات الإعلامية العزمية البشارية بأنها تشبه عواء ذلك الكائن عندما تسير القافلة.

 لكن المضحك في الأمر هو أن قطر تدمرُ بنفسها ما بنته خلال سنين من مشاريع إعلامية حاولت من خلالها استمالة الرأي العام والتدليس عليه حين تهرول نشرات أخبارها وعناوين صحفها بتصدير خبرٍ أو تصريحٍ لأي مسؤول أميركي من الدرجة العاشرة أو الحادية عشر وهو يثني على قطر أو أميرها وحكومته وكأن هذا النظام المهلهل يتطلع دوماً لنيل شهادات سلوكٍ من الغرب، وتلك سابقةٌ في عالم الدول وسيادتها واستقلاها تبرهن على مدى الضعف و نقص الذات وانفصام الشخصية.